تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (101)

وقوله تعالى : ( قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) تأويله ، والله أعلم ، والله أعلم ، أي انظروا إلى آثار نعمه وإحسانه التي في السموات والأرض [ تشكروه[ أدرج قبلها في الأصل : لكن ] ؛ يقول : انظروا إلى ربوبيته وألوهيته في السموات والأرض ][ ساقطة من م ] فتوحدوه ، وتؤمنوا به ، أو يقول : انظروا إلى آثار سلطانه وقدراته ، فتخافوا نقمته وعقابه ، أو انظروا إلى أجناس الخلق واتساقه على تقدير واحد ليدلكم على وحدانيته ، ونحو ذلك [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] شيء في السموات والأرض يقع عليه البصر إلا وفيه دلالة الربوبية حتى طرفة العين ولحظة البصر .

وقوله تعالى : ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ) يحتمل وجوها :

[ أحدها ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ ) همهم المكابرة والمعاندة ، إنما تغني الآيات من همه القبول والانقياد . وأما من همه المكابرة والعناد فلا تغني ، وهو كقوله : ( ولو أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى )الآية[ الأنعام : 111 ] .

والثاني[ في الأصل وم : ويحتمل ] : ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ ) [ في الآخرة ][ في الأصل : والآخرة ] ( عن قوم لا يؤمنون ) في الدنيا ، إنما تنفع ، وتغني لقوم يؤمنون ، وأما من لا يؤمن فلا تغني .

والثالث : ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ ) يحتمل[ أدرج قبلها في الأصل : ثم النذر ] الرسل ، ويحتمل المواعيد[ في الأصل وم : الوعيد ] التي أوعدوا ، والأحوال التي تغيرت على أوائلهم ، والله أعلم .