تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيۡهِ أَخَاهُۖ قَالَ إِنِّيٓ أَنَا۠ أَخُوكَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (69)

وقوله تعالى : ( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ) هذا يحتمل وجهين : يحتمل أنهم لما دخلوا البلد الذي فيه دعا فيه يوسف أخاه ، وضمه إليه . ويحتمل أنهم [ لما ][ ساقطة من الأصل وم ] دخلوا جميعا على يوسف ، فضم أخاه إلى نفسه ، ( قال إني أنا أخوك ) .

قال بعض أهل التأويل : ( فلا تبتئس ) يقول : لا تحزن ( بما كانوا يعملون ) هذا يحتمل وجهين : لا تبتئس بما كان عمل إخوتك ؛ كأنه لما دعاهم فضمه إلى نفسه ، شكا عن إخوته ، فقال عند ذلك : ( فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) .

ويحتمل فلا تبتئس بما سيعمل[ في الأصل وم : يعمل ] بك هؤلاء ، أي خدمه وعماله ؛ كأنه أخبره بما كان يريد أن يكيد بهم من جعل الصاع في رحله ، فقال : ( فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) بك ، لأنه يجوز أن يجعل أخاه متهما ، يعترف به من غير أن يظهر منه شيء ، وقد أخبره أنه أخوه ، والله أعلم . دل أنه يريد أن يعلمه بما يريد أن يكيد بهم ليكون هو على علم من ذلك .