وقوله تعالى : ( وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ) من أبواب متفرقة ( مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ) أي ما كان يدفع عنهم ما حكم الله عليهم أن يصيبهم .
وقوله تعالى : ( إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ) الحاجة في النفس أحد شيئين : إما الرغبة وإما الرهبة كقوله : ( ولا يجدون في صدروهم حاجة )[ الحشر : 9 ] فعلى ذلك حاجة يعقوب ، لا تخلو إما أن كانت رغبة منه في تفرقهم ، وإما[ في الأصل وم : أو ] رهبة في اجتماعهم قضى تلك الحاجة .
وقوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ) يشبه أن يكون ذلك صلة ما قال يعقوب لبنيه ( لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ) أي وإنه لذو علم لما أمرهم بالدخول على التفرق ونهاهم[ في الأصل وم : والنهي ] عن الاجتماع ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ما[ أدرج قبلها في الأصل وم : أنه ] أراد بقوله : ( لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما [ أنه قال ][ ساقطة من الأصل وم ] ( وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ) من السكك المتفرقة ( ما كان يغني عنهم من الله من شيء ) من قضاء الله شيئا ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) يقول : أداها ، فتكلم بها ( وإنه لذو علم لما علمناه ) يقول : حافظا لما علمناه .
وقيل حافظا له عالما به . وقيل : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) أي [ عمل بجميع ][ في الأصل : محل بجمع ، في م : محل بجميع ] ما علم ، وانتفع به ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) لم ينتفعوا بما عملوا .
ويحتمل قوله : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) بقصة يوسف من أولها إلى آخرها لما أخبرناه ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ذلك .
وجائز أن يكون قوله : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) أي ما أصاب من الحزن من ذهاب يوسف وأخيه وما أصابه من الشدة والنكبة لم يؤثر ذلك في علمه الذي علمناه ، وإن أثر ذلك في نفسه وبدنه ، أي علمه بما علمناه بعدما أصابه كهو ما كان قبل ، لم يعمل فيه ، ولم يؤثر . وعن الحسن في ما ظن[ في الأصل وم : أظن ] في قول يعقوب لبنيه : ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : أما والله ما كانت به طيرة ، تطير بها ، ولكن قد علم ، أو ظن أن يوسف سيلقى أخاه ، فيقول : ( إني أنا أخوك )[ الآية : 69 ] .
وأكثر أهل التأويل قالوا : قوله : ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) أي خيفة العين على بنيه لجمالهم وحسن صورهم أو لما يكون لواحد كذا وكذا من البنين ، فيقصدون قصدهم [ بالكناية فيهم على ما ][ في الأصل : بالكناية عليهم لما ، في م : بالكناية عليهم لما ] ذكرنا ، أو ما أراد بذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.