ومعنى قوله تعالى : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي ) أي عصم ربي ، والله أعلم أنه إنما[ في الأصل وم : لما ] قال : ( ذلك أني لم أخنه بالغيب ) لما عصمني الله عن ذلك ، ولو لم يكن عصمني لكنت خنته[ في الأصل وم : أخونه ] : ( إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي أي ما عصم ربي ؛ لأن النفس جبلت ، وطبعت على الميل إلى الشهوات واللذات والهوي فيها والرغبة والتوقي عن المكروهات والشدائد .
ألا ترى أنه قال : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى )[ النازعات : 40و41 ] [ وقال ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( فأما من طغى ) ( وآثر الحياة الدنيا ) ( فإن الجحيم هي المأوى )[ النازعات : 37و38و39 ] فأثبت[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] للنفس الهوى وإيثار الحياة الدنيا وشهواتها ؟
هذا يدل أن قوله : ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )[ الآية : 33 ] هو محبة الاختيار والإيثار في الدين لا ما تختار النفس ، وتؤثر ؛ أبدا تختار ، وتؤثر ما هو ألذ وأشهى ، وتنفر عن الشدائد والمكروهات ، على هذا طبعت وجبلت .
وقوله تعالى : ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) أي لا يجعل فعل الكيد والخيانة هدى ورشدا ، إنما يجعل فعل الكيد والخيانة ضلالا وغواية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.