تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَٰعَهُمۡ وَجَدُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَيۡهِمۡۖ قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مَا نَبۡغِيۖ هَٰذِهِۦ بِضَٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَيۡنَاۖ وَنَمِيرُ أَهۡلَنَا وَنَحۡفَظُ أَخَانَا وَنَزۡدَادُ كَيۡلَ بَعِيرٖۖ ذَٰلِكَ كَيۡلٞ يَسِيرٞ} (65)

وقوله تعالى : ( وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ ) هذا قد ذكرنا .

وقوله تعالى : ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي ) سوى الثمن ؛ فقد رد إلينا دراهمنا . أو يكون قوله : ( ما نبغي ) وراء هذا أكبر شيء ، إنما نبغي ثمن بعير واحد ، و( ذلك كيل يسير ) لأنه قد ردت بضاعتنا ، وهي ثمن عشرة أبعر .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ) [ إنهم ذكروا ][ في الأصل وم : أنه ذكر ] أن يوسف كان لا يعطي كل رجل إلا حمل بعير واحد ، ولا يعطي أكثر من ذلك ، فقالوا : ( ونزداد كيل بعير ) به ومن أجله .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( ذلك كيل يسير ) قال بعضهم : ( ذلك كيل يسير ) أي سريع ، لا حبس فيه . وقال بعضهم : ( ذلك كيل يسير ) أي يسير علينا الكيل ، ولا يحبس علينا الطعام ، ولا يثقل عليه ذلك لقوله[ في الأصل وم : بقوله ] : ( ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير ) ؟ ( فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم )[ الآية : 59و60 ] وقد حبسنا عنه ، والله أعلم .

ويشبه أن يكون فيه وجه آخر أقرب مما قالوا : وهو أن قوله : ( ذلك كيل يسير ) أي طلب ثمن كيل بعير واحد يسير ، وتكلفه سهل ، وهو ثمن كيل بعير بنيامين ، والله أعلم .