تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُۥ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِي بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يُحَاطَ بِكُمۡۖ فَلَمَّآ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ} (66)

وقوله تعالى : { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ } أي حتى تؤتوني بمواثيق من الله وبعهود منه . [ وفي قوله تعالى : { لتأتنني به } ][ في الأصل وم : ( لتأتنني به ) فيه ] دلالة أنه وإن قال[ في الأصل وم : كان ] : { فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين }[ الآية : 64 ] واعتمد في الحفظ [ على الله ، ورأى الحفظ ][ من م ، ساقطة من الأصل ] منه ، لم يرسله معهم إلا بالمواثيق والعهود من الله . وهذا أمر ظاهر بين الناس ، وإن كان اعتمادهم على الله ، وإليه يكلون جميع[ أدرج قبلها في الأصل وم : في ] أمورهم في الأموال والأنفس ، ومنه يرون الحفظ فإنه يأخذ بعضهم من بعض المواثيق والعهود . فعلى ذلك يعقوب ؛ إنه أخبر أن اعتماده وتوكله[ في الأصل وم : وكلامه ] في حفظ ولده على الله لم يرسله معهم إلا بعد ما أخذ منهم العهود والمواثيق [ بقوله ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ) أي لا يجمعكم أمر ، ويعمكم ، ويحيط بكم الهلاك /255-أ/ جميعا ، فعند ذلك تكونون معذورين . وأما أن يخص به أمر فلا ؛ أي[ في الأصل وم : والثاني ] إلا يجيء أمر عظيم ، يمنعكم عن رده [ إلي ][ ساقطة من الأصل وم ] كأنه خاف عليه من الملك [ حين طلب منهم ][ في الأصل وم : حيث طلب منكم ] أن يأتوه به .

وقوله تعالى : { فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ } يعقوب { اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي الله على المواثيق والعهود التي أخذتها منكم شهيد . أو يقول : الله له حفيظ كما قال : { فالله خير حفظا }[ الآية : 64 ] ، والله أعلم .