تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحۡلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلۡعِيرُ إِنَّكُمۡ لَسَٰرِقُونَ} (70)

وقوله تعالى : ( فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ) قيل : هي الإناء الذي كان يشرب فيه الملك ، وقيل هو الصاع الذي كان يكال به الطعام . ولكن لا نعلم ما كان ذلك سوى أنا نعلم أنها كانت ذات قيمة وثمن .

ألا ترى أن ذلك الرسول قال : ( وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ )[ الآية : 72 ] فلولا أنها كانت ذات قيمة وثمن لم يعط لمن جاء بها[ في الأصل وم : به ] حمل بعير ، وكانت[ في الأصل وم : الطعام وكان ] قيمة الطعام عندهم في ذلك الوقت ما كانت[ في الأصل وم : كان ] .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ ) أي نادى مناد ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) لا يحتمل أن يكون يوسف يأمر رسوله أن يقول لهم ( إنكم لسارقون ) وقد علم أنهم ليسوا بسارقين . ولكن قال لهم ذلك المنادي ، فأداه ، والله أعلم ، ( إنكم لسارقون ) من نفسه ، وهو من بعض من يتولى كيل الطعام للناس[ في الأصل و م : على الناس ] وأمثاله لا يبالون الكذب .

أو قال لهم قوم ، كانوا بحضرتهم : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ، أو يكون على الاستفهام والتقرير . فإن كان هذا فهو يحتمل من يوسف ، وأما من غيره فلا ؛ لأنه كذب .

وضم يوسف أخاه يحتمل وجهين : يحتمل لمكان سؤاله إياهم أن يأتوا به أو لمكان فضله ومنزلته ليعلموا[ ساقطة من م ] أن ما كان ليوسف وأخيه عند أبيهم من فضل /255-ب/ المحبة والمنزلة من الله إذ جعل ذلك لهما عند الملك وغيره ، والله أعلم .