تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٞ لِّلسَّآئِلِينَ} (7)

وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ) الآية ؛ آية للسائل إذا كان السائل يسترشد ، وكذلك القرآن كله ، هو حجة وآية للمسترشد . وأما المتعند[ في م : المتعنت ] فهو آية عليه .

ثم يحتمل قوله : ( آيات للسائلين ) السائلين الذين سألوا على ما ذكر في بعض القصة لأن اليهود سألوا النبي عن أمر يوسف ونبئه ، فأخبرهم بالحق في ذلك على ما كان ؛ فهو آية لهم ، إن ثبت ذلك .

ويحتمل قوله : ( آيات للسائلين ) السائلين الذين يسألون من بعد إلى آخر الدهر عن نبأ يوسف ؛ كل من سأل عن خبره ونبئه ، فهو آية له ، إن ثبت ذلك .

ثم جعله[ أدرج قبلها في الأصل : وجه ] آيات يحتمل وجوها :

أحدهما : أنه جعل قصة يوسف ونبأه سورة ، وتلك السورة في آيات الكتاب على ما ذكر : ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ )[ الآية : 1 ] جعل قصة يوسف ونبأه آيات .

[ والثاني : أنه جعله ][ في الأصل وم : ويحتمل أيضا أنه جعل ] آية أي حجة لنبوءة رسوله ورسالته ؛ لأن قصته ونبأه كان في كتبهم . بغير لسانه من غير ترجمة أحد منهم ولا تعليم /249-ب/ ثم أخبرهم على ما كان في كتبهم من غير زيادة ولا نقصان . دل [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] إنما علمه بالله تعالى ما أخذه من كتبهم ، وهو ما ذكر في القصة أن اليهود سمعوا النبي يقرأ سورة يوسف ، فقالوا[ من م ، في الأصل : فقال ] : يا محمد من علمك ؟ قال : الله علمنيها ، فعجبوا من قراءته إياها على ما كانت في كتبهم ، دل أنه إنما عرفها بالله .

والثالث[ في الأصل وم : ثم يحتمل ] : أنه يكون آية لمن سأل عن حجة رسالته ، أو هي آية لمن يسأل عنها ، والله أعلم .