وقوله تعالى : ( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) كان يعقوب خاف على نفسه ، أعني يوسف الضيعة بتركهم حفظه فأمنوه على ذلك بقولهم : ( وإنا له لحافظون ) وخاف عليهم الضياع من جهة الجوع بتركهم حفظه أوقات الأكل ، فأمنوه على ذلك بقولهم ( يرتع ) أي يأكل ، وخاف قلبه أن يكلفوه أمرا يشق عليه ويشتد ، فأمنوه[ من م ، في الأصل : فأمنوا ] أيضا على ذلك بقولهم : ( ويلعب ) لأنه ليس في اللعب مشقة ولا شدة . فخاف عليه الضياع بالوجوه التي ذكر فأمنوه[ من م ، في الأصل : فأمنوا ] على تلك الوجوه كلها حتى استنقذوه من يديه .
وقوله تعالى : ( يرتع ويلعب ) [ قال بعضهم : ( يرتع ) يأكل ( يلعب ) يلهو ][ في الأصل يله ، ساقطة من م ] كأنه خرج جوابا [ لقوله ][ ساقطة من الأصل وم ] ( قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ )[ يوسف : 13 ] قالوا له لا تحزن عليه فإنه يرتع ، و يلعب ، على التقديم والتأخير . وقال بعضهم : ( يرتع ) ينبسط[ في م : ينشط ] ( ويلعب )[ يتله وقرئ بالنون ][ معجم القراءات القرآنية ج3/152 ] ( نرتع ونلعب ) قال القتبي : نرتع أي نأكل ؛ يقال رتعت الإبل إذا رعت ، وارتعتها إذا تركتها ترعى . ويقرأ نرتعِ بكسر العين والمراد منه أن نتحارس ويرعى بعضنا بعضا ، أي نحفظه ، ومنه يقال : رعاك الله أي حفظك الله ، وقالوا ( ويلعب ) فيما يحل ويسع من نحو الاستباق وغيره ، وهو ما ذكروا ( إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا )[ الآية : 17 ] واللعب في مثل هذا يحل .
وقد روي أيضا في الخبر أيضا أنه قال : «لا يحل اللعب إلا في ثلاث : معالجة الرجل فرسه ، أو قوسه وملاعبة الرجل امرأته »[ بنحوه الترمذي1637 ] أخبر أنه لا يحل إلا ثلاث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.