وقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ ) تأويله ، والله أعلم ، أي كما اجتبى ربك أبويك بالرسالة والنبوة واصطفاهما[ في الأصل وم : واصطفاهم ] بأنواع الخيرات ، وأتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب .
ويحتمل قوله : ( يجتبيك ) أي كما اجتباك ربك بالرؤيا التي أراك يفعل ذلك بك .
وقوله تعالى : ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) قيل : تعبير الرؤيا ، وقال بعضهم : علمه تأويل الصحف التي كانت لإبراهيم وغيره ، وعلمه تأويل الصحف والأحاديث .
وقوله تعالى : ( وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ ) حين أراد ذبح ابنه ، فجعل مكانه كبشا . فعلى ذلك ( ويتم نعمته عليك ) ويسجد لك إخوتك وأبواك[ في الأصل وم : وأبويك ] .
ثم من الناس من استدل بهذا أن الذبيح كان إسحاق لأنه ذكر إتمام نعمته على إبراهيم وإسحاق .
ودل قوله : ( وعلى آل يعقوب ) على أنه قد اجتباهم بالنبوة من بعد ؛ أعني أولاد يعقوب ؛ لأن ولده من آله . وقد أخبر أن يجتبيهم ، ويتم نعمته عليهم كما فعل بأبويهم إبراهيم وإسحاق . وكذلك روى الحسن أنه قال في إخوة يوسف نُبئوا بعد ما صنعوا بيوسف ما صنعوا .
وقال بعضهم : تأويل الأحاديث العلم والكلام ؛ قال : وكان يوسف أعبر الناس ، وهو ما قال الله تعالى : ( ولما بلغ أشده ، آتيناه حكما وعلما )[ الآية : 22 ] .
وقوله تعالى : ( إن ربك عليم حكيم ) بما صنع به إخوته ، وعليم بما ذكر من التمام ( حكيم ) بوضع[ في الأصل وم : وصنع ] كل شيء موضعه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.