تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ} (9)

وقوله[ في الأصل وم : وقالوا ] تعالى : ( اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ) لا يحتمل أن يكونوا عزموا على قتله ، ولكن على المشاورة في ما بينهم ؛ تفعل ذا أو ذا ، كقوله ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك )الآية[ الأنفال : 30 ] ليس على واحد ، ولكن على المشورة في ما بينهم . يدل على ذلك قوله : ( يخل لكم وجه أبيكم ) أنهم أرادوا أن يخلو وجه أبيهم لهم لا قتله ، إنما أرادوا غيبته عنه .

وقال بعضهم : ( يخل لكم وجه أبيكم ) أي يقبل عليكم أبوكم بوجهه ، وقال بعضهم : أي يفرغ لكم من الشغل بيوسف .

وقوله تعالى : ( وتكونوا من بعده قوما صالحين ) يحتمل ( صالحين ) أي تائبين . وقال بعضهم : تكونوا صالحين عند أبيكم من بعد . وقال بعضهم : يصلح أمركم وحالكم من[ في الأصل وم : منه ] أبيكم بعد ذهاب يوسف .

وجائز أن يكونوا قوما صالحين في الآخرة وقال [ بعضهم ][ ساقطة من الأصل وم ] إنهم ثابوا قبل أن يزلوا ، فيعصوا[ في الأصل وم : ويعصوا ] .