تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيۡهِ أَبَوَيۡهِ وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ} (99)

وقوله تعالى : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ظاهر هذا أن يوسف كان تلقاه خارجا من المصر ، فقال له : ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ثم لما دخلوا المصر آوى إلى نفسه أبويه ، وضمهما إليه .

ويشبه أن يكون قال لهم هذا القول وقت ما قال لهم : ( واتوني بأهلكم أجمعين )[ الآية : 93 ] ثم[ أدرج في الأصل وم قبلها قوله تعالى : و( ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ] جاؤوا هم ، ودخلوا مصر ضم إليه أبويه وأمره[ في الأصل وم : وأمرهم ] إياهم أن يدخلوا مصر آمنين لأن المصر كان أهله أهل كفر فكأنهم خافوا الملك الذي كان فيه ، فذكر لهم الأمن لذلك ، والله أعلم ، وذكر الثنيا فيه لأنه وعد منه وعد لهم ، والأنبياء عليهم السلام كانوا [ لا ][ ساقطة من الأصل وم ] يعدون شيئا إلا ويستثنون فيه آخره كقوله : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا ) ( إلا أن يشاء الله )[ الكهف : 23و24 ] وإنما ذكر الثنيا في الأمن ، لم يذكره[ في الأصل وم : يذكر ] في الدخول ، لأن الدخول منه أمر ، وما ذكر من الأمن فهو وعد ، فهو ما ذكرنا أنه يستثنى في الوعد ، ولا يستثنى في الأمر .