تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۖ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ أَجۡمَعُوٓاْ أَمۡرَهُمۡ وَهُمۡ يَمۡكُرُونَ} (102)

وقوله تعالى : ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) الآية ( ذلك ) أي خبر يوسف وإخوانه ، وقصصهم التي قصصنا عليك ، وأخبرناك ، من أوله إلى آخره ( من أنباء الغيب ) لم تشهدها أنت ، ولم تحضرها لقوله : ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا )[ هود : 49 ] ليعلم أنك إنما علمت ، وعرفتها ، بالله وحيا ، ليدلهم على رسالتك ونبوتك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون ) بأبيهم وأخيهم . أما مكرهم بأبيهم [ فهو حين ][ في الأصل وم : حيث ] ( قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون )[ الآية : 11 ] أخبروه أنهم له ناصحون ، فخانوه ، ومكرهم بأخيهم حين[ في الأصل وم : حيث ] قالوا ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون )[ الآية : 12 ] ضمنوا له الحفظ ، فلم [ يحفظوه ، بل مكروا بهما ][ في الأصل وم : يحفظوا مكروا بها ] جميعا . والمكر هو الاحتيال في اللغة والأخذ على جهة الأمن ، [ وقد فعلوه ][ في الأصل وم : قد فعلوا هم ، في م : وقد فعلوا هم ] بأبيهم يعقوب وأخيهم يوسف عليه السلام .