تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلۡبَشِيرُ أَلۡقَىٰهُ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ فَٱرۡتَدَّ بَصِيرٗاۖ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (96)

وقوله تعالى : ( فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ) أي رجع بصيرا على ما قال أهل التأويل : البشير كان يهوذا ، وقيل البريد ولا ندري من كان . وليس بنا إلى معرفة ذلك حاجة سوى أن المدفوع إليه الثوب كان واحدا ، وإن قال في الابتداء ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي )[ الآية : 93 ] وقوله تعالى : ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) قال بعض أهل التأويل : ذلك أن يعقوب قال لهم قبل ذلك : ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون )[ الآية : 86 ] أنتم من تصديق رؤيا يوسف وأنه حي ، وكان يعلم هو من الله أشياء [ لا يعلمونها ][ في الأصل وم : ما لا يعلمون هم ] .