تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ فَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٞ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ} (22)

الآية : 22 وقوله تعالى : { إلهكم إله واحد } قد ذكرنا في ما تقدم ما يبين إبطال ما كانوا يعبدون ، وما لا يليق بأمثالها العبادة لها ، ونصبهم آلهة . ثم ذكر ما يبين جعل الألوهية والربوبية أنه لواحد وأنه هو المستحق لذلك دون العدد الذي عبدوه{[10123]} ، فقال : { إلهكم إله واحد } لا العدد الذي عبد أولئك .

وقوله تعالى : { فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة } يحتمل قوله { قلوبكم منكرة } للإيمان بالآخرة والبعث بعد الموت ، أو { قلوبهم منكرة } لما جاء به الرسول { وهم مستكبرون } على ما جاء به من الله .

وقوله تعالى : { وهم مستكبرون } يحتمل { مستكبرون } على رسول الله ، لم يروه أهلا [ لخضوع أمثالهم ]{[10124]} لمثله ، أو{ مستكبرون } [ على ما دعتهم ]{[10125]} الرسل ، لأن الرسل جميعا دعوا الخلق إلى وحدانية الله وجعل العبادة له .


[10123]:في الأصل وم: عبدوها.
[10124]:في الأصل وم: الخضوع لأمثالهم.
[10125]:في الأصل: إلى ما ادعتهم، في م: إلى ما دعتهم.