تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

الآية 24 : وقوله تعالى : { وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين } أي قال الأتباع للرؤساء { ماذا أنزل ربكم } ؟ قال الرؤساء : { أساطير الأولين } جواب / 283 – ب / سؤالهم : { ماذا أنزل ربكم } ؟ مفردا لأنهم كانوا يقرون الله بقولهم : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ( الزمر : 3 ) وقولهم{[10127]} : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } ( يونس : 18 ) فلا يحتمل أن يكونوا إذا سئلوا { ماذا أنزل ربكم } يقولون{[10128]} : { أساطير الأولين } إلا أن يكون في السؤال زيادة قول ، أو في الجواب إضمار ، فيكون ، والله أعلم ، كأنه قال : وإذا قيل لهم : ماذا يزعم هذا أنه أنزل عليه ربكم { قالوا } عند ذلك : يقول : { أساطير الأولين } كقوله : { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر } أي قالوا : يا أيها الذي تزعم أنه نزل عليه .

أو يكون قوله : { وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم } قالوا{[10129]} : لم ينزل الله شيئا ، إن ما يقول { أساطير الأولين } . ومثل هذا يحتمل أن يكون .

وقوله تعالى : { أساطير الأولين } قال أبو عوسجة : أحاديث الأولين ، والواحد أسطور ، وهي الأحاديث المختلفة كقوله : { إن هذا إلا اختلاق } ( ص : 7 ) أي لا أصل له ، وأصله الكذب . وهكذا عادة الكفرة يقولون للأنباء : أساطير الأولين . وكانوا ينسبون ما يقرأ عليهم إلى السحر ، ولو كان في الحقيقة سحرا أو أحاديث الأولين كان دليلا له .

أو قالوا ذلك على الاستهزاء ، وذلك جائز أن يخرج قولهم{[10130]} ذلك على الاستهزاء ، والله أعلم .


[10127]:في الأصل وم: و.
[10128]:في الأصل وم: فيقولون.
[10129]:في الأصل وم: فقالوا.
[10130]:من م، في الأصل: كقولهم.