الآية 23 : وقوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون } يحتمل قوله : { ما يسرون } من المكر برسول الله والكيد له { وما يعلنون } من المظاهرة عليه ، أو { يعلم ما يسرون } من أعمالهم الخبيثة التي أسروها { وما يعلنون } وما أعلنوها . يخبر أنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم أسروا ، أو أعلنوا .
وقوله تعالى : { لا جرم } قال الأصم : { لا جرم } كلمة تستعملها العرب في إيجاب تحقيق أو نفي تحقيق كقولهم : حقا ، ولعمري ، و أيم الله ، ونحوه . وقال الحسن : هي كلمة وعيد . وقال بعضهم : { لا جرم } حقا ، و : بلى ، ولابد ، وكله في الحاصل يرجع إلى واحد ، وهو وعيد لأن قوله : { يعلم ما يسرون وما يعلنون } وعيد ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إنه لا يحب المستكبرين } لأنه لا يحب الاستكبار ، ولا يليق لأحد من الخلائق أن يتكبر على غيره من الخلق ؛ لأن الخلق كلهم أشكال وأمثال ، ولا يجوز لكل ذي مثل أو شكل أن يتكبر على شكله ، ولأن تكبر بعض على بعض كذب وزور ؛ إذ جعل ( الخلق ){[10126]} كلهم أمثالا وأشكالا . لذلك كانوا زورا وكذبا ، وقد حرم الله تعالى الكذب ، والزور ؛ وجعله قبيحا في العقول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.