تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (40)

الآية 40 : وقوله تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ( يحتمل وجهين : أحدهما : ){[10171]} يخبر عن سرعة نفاذ أمره وسهولة الأمر عليه أنه يكون أسرع من لحظة بصر أو لمحة عين .

وفيه دلالة أن خلق الشيء ، ليس هو ذلك الشيء ، لأنه عبر ب ( { كن } عن تكوينه و{ فيكون } عن الكون ، وكذا كنى عنه بالشيء بقوله : { إنما قولنا لشيء } فكنى عنه بوقوع القول عليه والتكوين . ثبت أن التكوين غير المكون .

ثم لا يخلوا من أن يكون التكوين ( بتكوين ) {[10172]} آخر ما لا نهاية له ، أو لا بتكوين . وقد بينا فسادهما جميعا ، وهما وجها الحديث . ثبت أن الله تعالى به موصوف في الأزل ، وبالله التوفيق .

والثاني : من فعله كسب سمي كاسبا ، ومن فعله ( مختص ){[10173]} باسم سمي به . فلو كان فعلى الله كلية الخلق يسمى به ، فيسمى ميتا متحركا ساكنا طيبا صغيرا كبيرا ونحو ذلك . فإذا كان يتعالى عن هذا ، وقد سمى ( نفسه ){[10174]} فاعلا مميتا محييا محركا مسكنا جامعا مفرقا ثبت أن فعله هو غير مفعوله وأنه بذاته يفعل الأشياء لا بغيره . وفي ذلك لزوم الوصف له به في الأزل ، والله الموفق .


[10171]:ساقطة من الأصل وم.
[10172]:من م، ساقطة من الأصل.
[10173]:ساقطة من الأصل وم.
[10174]:ساقطة من الأصل وم.