الآية 40 : وقوله تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ( يحتمل وجهين : أحدهما : ){[10171]} يخبر عن سرعة نفاذ أمره وسهولة الأمر عليه أنه يكون أسرع من لحظة بصر أو لمحة عين .
وفيه دلالة أن خلق الشيء ، ليس هو ذلك الشيء ، لأنه عبر ب ( { كن } عن تكوينه و{ فيكون } عن الكون ، وكذا كنى عنه بالشيء بقوله : { إنما قولنا لشيء } فكنى عنه بوقوع القول عليه والتكوين . ثبت أن التكوين غير المكون .
ثم لا يخلوا من أن يكون التكوين ( بتكوين ) {[10172]} آخر ما لا نهاية له ، أو لا بتكوين . وقد بينا فسادهما جميعا ، وهما وجها الحديث . ثبت أن الله تعالى به موصوف في الأزل ، وبالله التوفيق .
والثاني : من فعله كسب سمي كاسبا ، ومن فعله ( مختص ){[10173]} باسم سمي به . فلو كان فعلى الله كلية الخلق يسمى به ، فيسمى ميتا متحركا ساكنا طيبا صغيرا كبيرا ونحو ذلك . فإذا كان يتعالى عن هذا ، وقد سمى ( نفسه ){[10174]} فاعلا مميتا محييا محركا مسكنا جامعا مفرقا ثبت أن فعله هو غير مفعوله وأنه بذاته يفعل الأشياء لا بغيره . وفي ذلك لزوم الوصف له به في الأزل ، والله الموفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.