تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (37)

الآية : 37 وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم } قال أبو بكر الأصم : كان يحب ، ويحرص على هدى قراباته كقوله : { إنك لا تهدي من أحببت } ( القصص : 56 ) فقال : { فإن الله لا يهدي من يضل } أي لا يهديهم بضلالهم وقت ضلالهم ، أي لا يهدي وقت اختيارهم الضلال ، ولا يهدي من علم أنه اختار الضلال ، أو لا ينجي من يهلك من الضلال .

وفيه لغات ثلاث : { فإن الله لا يهدي } أي لا يهدي من أضله الله ، فليس لأحد ( أن ) {[10152]} يهديه ، ولا يهدي من يضل ، أي لا يهتدي من أضله الله في الدنيا لاختياره والضلال ، وهو كقوله : { الله لا يهدي القوم الكافرين } ( المائدة : 67 و . . . . . . . ) ( وكقوله ) {[10153]} : { والله لا يهدي القوم الظالمين } ( البقرة : 258 و . . . . . . . ) وقت اختيارهم الكفر والظلم ، أو لا يهدي من علم منه أنه يختار الضلال والظلم ، ولا يهدي من يلزم الضلال وقت لزومه .

وقوله تعالى : { وما لهم من ناصرين } ظاهرة تأويله .


[10152]:ساقطة من الأصل وم.
[10153]:ساقطة من الأصل وم.