تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا} (41)

الآية41 : وقوله تعالى : { أو يصبح ماؤها غورا } هذا يخرج على وجهين .

أحدهما : يقول : { ويرسل عليها حسبانا من السماء } أي عذابا ، فتصير صعيدا زلقا أملس .

والثاني{[11603]} : يذهب بمائها ، فتهلك بذهاب الماء ؛ إذ هلاك البساتين يكون بذهاب الماء مرة وبالعذاب النازل .

وقوله تعالى : { فلن تستطيع له طلبا } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : { فلن تستطيع له طلبا } أي تصير بحال لا تستطيع له طلبا .

والثاني{[11604]} : لن تستطيع له وجودا .

وقال في قوله : { إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا } بالنصب{[11605]} ، لأن الكلام مبني عل قوله : { إن ترن } وجعل { أنا } صلة . وأما قوله { أنا أكثر } ( الكهف : 34 ) فوَصْفُ { أنا } أكثر ، فارتفع .


[11603]:في الأصل و.م: أو.
[11604]:في الأصل و.م: أو.
[11605]:وقرأها عيسى بن عمر بالضم، انظر معجم القراءات القرآنيةح3/317.