فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا} (41)

{ أو يصبح ماؤها غورا } أي ذاهبا في الأرض لا تناله الأيدي ولا الدلاء ولا سبيل إليه ، والغور والغائر ، وصف الماء بالمصدر مبالغة والمعنى أنها تصير عادمة للماء بعد أن كانت واجدة له وكان خلالها ذلك النهر يسقيها دائما ، ويجيء الغور بمعنى الغروب ، والعطف على يرسل دون تصبح لأن غور الماء لا يتسبب عن الصواعق والمرامي قال أبو حيان إلا إن عنى بالحسبان القضاء الإلهي فحينئذ يتسبب عنه إصباح الجنة صعيدا زلقا أو إصباح ماؤها غورا .

{ فلن تستطيع له طلبا } أي لن تستطيع لطلب الماء الغائر فضلا عن وجوده ورده ولا تقدر عليه بحيلة من الحيل تدركه بها ، وقيل المعنى فلن تستطيع طلب غيره عوضا عنه .