فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرٗا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبٗا} (41)

وجملة : { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا } معطوفة على الجملة التي قبلها ، والغور : الغائر . وصف الماء بالمصدر مبالغة ، والمعنى : أنها تصير عادمة للماء بعد أن كانت واجدة له ، وكان خلالها ذلك النهر يسقيها دائماً ، ويجيء الغور بمعنى : الغروب ، ومنه قول أبي ذوئيب :

هل الدهر إلا ليلة ونهارها *** وإلا طلوع الشمس ثم غيارها

{ فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا } أي : لن تستطيع طلب الماء الغائر فضلاً عن وجوده وردّه ولا تقدر عليه بحيلة من الحيل ، وقيل : المعنى : فلن تستطيع طلب غيره عوضاً عنه .

/خ44