تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

الآية 273 وقوله تعالى : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } ؛ قيل : [ { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ] أي }{[3381]} : من سبيل الله ، يعني حسبوا بالفقراء عن الجهاد . وهو{[3382]} كقوله : { ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج } [ التوبة : 91 ] ، والعرب تستعمل حروف الخفض بعضها في [ موضع ]{[3383]} بعض . ويحتمل قوله : تعالى { أحصروا في سبيل الله } أي حبسوا أنفسهم في طاعة الله . لا يجدون ما يتجرون ولا ما يحترفون ولا ما يكتسبون .

وقوله تعالى : { لا يستطيعون ضربا في الأرض } للتجارة .

وقوله تعالى : { لا يسألون الناس إلحافا } يحتمل وجهين : يحتمل{[3384]} لا يظهرون السؤال ، أي لا يسألون كقوله تعالى : { ولا تنفعها شفاعة } [ البقرة : 123 ] أي لا يشفع لهم ، ويحتمل : فإن كان على السؤال فإنهم إذا سألوا لم يحلفوا ؛ دليله قوله صلى الله عليه وسلم : ( من فتح على نفسه بابا من المسألة فتح عليه بابا من الفقر ) [ البيهقي في شعب الإيمان 3526 ] وما{[3385]} ذكر في الخبر : ( من استغنى أغناه الله ، ومن استعف أعفه الله ) [ النسائي 5/98 ] وإن{[3386]} كان على التعريض ففيه إباحة التعريض بين يدي أهل الجود والسخاء .

وقوله تعالى : { تعرفهم بسيماهم } ؛ [ قيل : { بسيماهم } يعني التشجيع ]{[3387]} وقيل { بسيماهم } بسيماء الفقر [ عليهم ]{[3388]} { لا يسألونك الناس إلحافا } وقيل : { تعرفهم بسيماهم } أي بتحملهم { لا يسألون الناس إلحافا } إي إلحاحا ولا غير إلحاح .


[3381]:من ط ع.
[3382]:من ط ع، في الأصل وم: و.
[3383]:من ط ع وم، ساقطة من الأصل.
[3384]:من ط ع، في الأصل وم: أي.
[3385]:في النسخ الثلاث: ثم.
[3386]:في ط ع: أو إن.
[3387]:في الأصل وم: سيماء التشيجع وقيل، في ط ع: قيل: بسيماهم يعني التشجيع، والتشيع: التحريص. انظر (اللسان).
[3388]:من ط ع.