تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ} (270)

الآية 270 وقوله تعالى : { وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر } ؛ يحتمل نفقة المحارم ، ويحتمل النفقات التي تجري بين الخلق ، ويحتمل المفروض من الصدقات ، ويحتمل غيرها . ثم روي عن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { أو نذرتم من نذر } [ أنه قال ]{[3366]} : ( من نذر لم يسمه فكفارته كفارة يمين ، ومن نذر نذرا في معصية فكفارته كفارة يمين ، ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين ، ومن نذر نذرا أطاقه فليف به ) [ ابن ماجه 2128 ] فيه تنبيه وتذكير أن الله تعالى يعلم صدقهم ونذرهم ليحتسبوا في النفقة ، ويخلصوا ، وفي النذر يوفوا به .

وقوله تعالى : { فإن الله يعلمه } قيل : يقبله ، وقيل : يأمر بوفائه ، ويحتمل قوله : { يعلمه } أي يعلم ما وفيتم منه ، فيجزيكم على ذلك ، ويحتمل { يعلمه } ما أردتم بصدقاتكم ونذوركم .

وقوله تعالى : { وما للظالمين من أنصار } في الآخرة ؛ يعني مجير يجبرهم من العذاب ، وقيل : ما للظالمين من شفيع لهم ولا نضير ينصرهم لأنه ما من ظالم إلا وله في الدنيا ظهير .


[3366]:في الأصل وم: قال، ساقطة من ط ع.