تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ} (44)

الآيتان 43 و44 : وقوله تعالى : { اذهبا إلى فرعون أنه طغى } { فقولا له قولا لينا } لأن القول اللين يكون أقر وأثبت في القلوب من القول الخشن البارد وخاصة في الملوك والرؤساء ؛ إذ طباعهم لا تحتمل ذلك ، ولا ينجع فيهم ، بل أكثر صولتهم على من دونهم إنما يكون عند استقبالهم بالخلاف وبما يكرهون . فأمر عز وجل رسوليه{[12262]} موسى وهارون . أن يقولا له قولا لينا ، ويلطفا معاملته ، ليكون [ ذلك ]{[12263]} أقرب وأثبت في قلبه وأنجع . ولذلك قال : { لعله يتذكر أو يخشى } قال الحسن : كل لعل [ من الله هو ]{[12264]} على الإيجاب ، لأنه تذكر ، وخشي حين{[12265]} قال : { لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك } الآية [ الأعراف : 134 ] وحين{[12266]} قال : { قال آمنت أنه لا إله إلا الله الذي آمنت به بنو إسرائيل } [ يونس : 90 ] لكن لم ينفعه إيمانه في ذلك الوقت لأنه إيمان دفع واضطرار . وقال بعضهم : { لعله يتذكر أو يخشى } في علومكم . فإن كان على هذا فهو يحتمل الشك . وإن كان على الأول فهو على الإيجاب ، لا يحتمل{[12267]} الشك .

ثم اختلف في القول اللين . قال ابن عباس : هو{[12268]} قول الله : { فقل هل لك إلى أن تزكى } { وأهديك إلى ربك فتخشى } [ النازعات : 18 و19 ] فتوحد . قال : هذا القول اللين .

وعن الحسن : { قولا لينا } أي قولا حقا ؛ قولا له : إن لك معادا ، إن لك مرجعا . وقال بعضهم : { قولا لينا } قول : لا إله إلا الله . وقال بعضهم : أي ليانا{[12269]} ونحوه . وأصله : ما ذكرنا{[12270]} بَدْيًا .


[12262]:في الأصل وم: رسوله.
[12263]:ساقطة من الأصل وم.
[12264]:في الأصل وم: هو من الله فهو.
[12265]:في الأصل وم: حيث.
[12266]:في الأصل وم: حيث.
[12267]:في الأصل وم: يحصل.
[12268]:أدرج قبلها في الأصل وم: قال.
[12269]:في الأصل وم: لينا.
[12270]:من م في الأصل: ذكره.