تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ} (49)

الآية 49 : ثم بين من المتقون ؟ فقال : { الذين يخشون ربهم بالغيب } [ يحتمل قوله : { يخشون ربهم } ]{[12667]} أي يخشون العذاب الموعود { بالغيب } في الآخرة ، فيحذرون ما به يحل ذلك . وأما الكفار فإنهم{[12668]} لم يخافوا العذاب الموعود ، ولم يصدقوه . إنما يخافون العذاب المعاين المشاهد . فأما العذاب الموعود في الغيب فلا يخافونه{[12669]} .

ويحتمل أيضا قوله : { يخشون ربهم بالغيب } أي يهابون ربهم ، ويخافونه ، وإن لم يروه لما رأوا من آثار سلطانه وملكه .

وقوله تعالى : { وهم من الساعة مشفقون } يحتمل هم من أهوال الساعة وأفزاعها خائفون ، أو أن يكون قوله : وهم من محاسبة أعمالهم مشفقون خائفون ، فحاسبوا أنفسهم في الدنيا إشفاقا على محاسبة أنفسهم في الآخرة .


[12667]:من م، ساقطة من الأصل.
[12668]:في الأصل و م: فإنه.
[12669]:في الأصل و م: يخافون.