تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَجَعَلَهُمۡ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرٗا لَّهُمۡ لَعَلَّهُمۡ إِلَيۡهِ يَرۡجِعُونَ} (58)

الآية 58 : وقوله تعالى : { فجعلهم جذاذا } و{ جذاذا } قال بعضهم : قطعا . وقال القتبي : { جذاذا } فتاتا ، وكل شيء ، كسرته ، جذذته ، ومنه قيل للسويق : جذيذ ، والجذ هو القطع ، والمجذوذ المقطوع ، وذلك قوله : { عطاء غير مجذوذ } [ هود : 108 ] أي غير مقطوع .

وقوله تعالى : { إلا كبيرا لهم } لم يكسره{[12679]} { لعلهم إليه يرجعون } يقول : إلى الصنم الأكبر الذي لم يكسره إبراهيم ، { يرجعون } من عيدهم . وقال بعضهم : لعلهم إلى الحجة يرجعون . وقيل : [ إلى الصنم ، وهو ] {[12680]} أحج القولين ، أي من الحجة . وقال بعضهم : { لعلهم إليه يرجعون } أي يتذكرون .

وجائز أن يكون قوله : { لعلهم إليه يرجعون } أي يرجعون إلى ما يريد أن يكيد لهم في أصنامهم ، لأنه إنما يريد أن يكيد لهم إذا رجعوا إلى الأصنام ، فرأوها مجذوذة . والكيد هو الأخذ على الأمن . وكذلك المكر .


[12679]:من م، في الأصل: يكسرهم.
[12680]:في الأصل و م: هو.