فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ} (49)

ووصفهم بقوله : { الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بالغيب } لأن هذه الخشية تلازم التقوى . ويجوز أن يكون الموصول بدلاً من المتقين أو بياناً له ، ومحل { بالغيب } النصب على الحال ، أي يخشون عذابه وهو غائب عنهم ، أو هم غائبون عنه لأنهم في الدنيا ، والعذاب في الآخرة . وقرأ ابن عباس وعكرمة : { ضياء } بغير واو . قال الفراء : حذف الواو والمجيء بها واحد ، واعترضه الزجاج بأن الواو تجيء لمعنى فلا تزاد { وَهُمْ مّنَ الساعة مُشْفِقُونَ } أي وهم من القيامة خائفون وجلون .

/خ56