تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

الآية 71 : وقوله تعالى : { ونجيناه ولوطا } دل هذا أن إبراهيم كان كالمشرف على الهلاك لأن لفظة النجاة لا تقال إلا في ما كان هنالك إشراف على الهلاك . وفيه أن لوطا كان معه ، وإن كان إبراهيم هو الممتحن في ذلك ، وهم كانوا يقصدون قصد إهلاك الرسل والأتباع جميعا .

وقوله تعالى : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال الحسن : بركته لما ذكر في آية أخرى ، وهو قوله : { وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } [ المؤمنون : 50 ] كثيرة المياه والنبت ونحوه .

وقال بعضهم : بركته سعته على أهلها . وقال بعضهم : بركته لأنها كانت مكان الأنبياء والرسل ، وصارت{[12713]} مباركة بإبراهيم ولوطا ، لما بهم ظهر الإسلام هنالك ، والله أعلم .


[12713]:الواو ساقطة من الأصل و م.