تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (59)

الآية 59 : وقوله تعالى : { قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } لو تأملوا كانوا لهم الظلمة في الحقيقة لأنهم كانوا يعبدون تلك الأصنام رجاء منفعة تكون لهم حين{[12681]} قالوا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] وقالوا{[12682]} : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] فإذا رأوهم لا يقدرون على دفع الكسر والقطع عن أنفسهم ودفع من فعل بهم ذلك كيف طمعوا منها نفعا أو دفع الضر عن أنفسهم ، لأن من عجز عن [ دفع الضر عن نفسه فهو ] {[12683]} عن دفعه عن غيره أعجز .

فهم الظلمة في الحقيقة حين{[12684]} طمعوا النفع ودفع الضر ممن لا يملك ذلك لنفسه . لكن قالوا ذلك سفها{[12685]} منهم .


[12681]:في الأصل و م: حيث.
[12682]:في الأصل و م: و.
[12683]:من م، ساقطة من الأصل.
[12684]:في الأصل و م: حيث.
[12685]:تقدمت في الأصل و م على: ذلك.