تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا} (77)

[ الآية 77 ] وقوله تعالى : { قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم } [ قال بعضهم : { قل ما يعبؤا بكم ربي لولا } دعاؤه ]{[14585]} إياكم إلى التوحيد لتوحدوه ، وتطيعوه . وقال بعضهم : { ما يعبؤا بكم ربي } أي ما يصنع . وتأويله ، والله أعلم : أي ما يصنع ربي بعذابكم ، إن شكرتم ، وآمنتم .

وقوله تعالى : { فقد كذبتم فسوف يكون لزاما } اختلف فيه : قال بعضهم : هو عذاب يوم بدر ، يعني ألزم بعضهم بعضا ، وكذلك قال ابن مسعود ، قال : مضت آية الدخان والبطشة{[14586]} ، واللزام يوم بدر ، وقال : { لزاما } أي عذابا ملازما غير مفارق ، وهو عذاب الآخرة .

وقال أبو عوسجة : { ما يعبأ بكم ربي } أي ما يصنع ؛ يقال : عبأ يعبأ عبئا ، فهو عابئ ، إذا احتاج إليكم ، ويقال : ما أعبأ بهذا الأمر ، أي ما أصنع ، ويقال : عبأت بفلان أي احتجت إليه . وكذلك قول القتبي . والله أعلم بالصواب .


[14585]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14586]:- وهي قوله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} وقوله تعالى: {يوم نبطش الكبرى إنا منتقمون} [الدخان:10 و16]