الآية 8 وقوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } وقرئ أيضا : إحسانا( {[15648]} ) .
قال الزجاج : قوله : { حسنا } أجمع وأقرب لأنه يرجع إلى حسن الشيء في نفسه ، وإلى( {[15649]} ) حسنه عند ذلك الإنسان ؛ يقال : حسن كذا إذا كان في نفسه حسنا . والإحسان هو ما يحسن عند ذلك المعمول له ، أو كلام نحو هذا .
قال الشيخ رضي الله عنه : لكن الإحسان هو اسم ما حسن أيضا في نفسه ؛ يقال : أحسن ؛ فإذا أحسن فقد حسن ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم } إن كان هذا الخطاب لأهل الإيمان فيكون تأويل الآية : { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم } بأن( {[15650]} ) له شريكا( {[15651]} ) { فلا تطعهما } فلا تشرك بي ، وكقوله : { قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } [ يونس : 18 ] أي يعلم بخلاف ما يقولون .
فعلى ذلك يحتمل { وما ليس لك به علم } بأن له شريكا( {[15652]} ) ، أي لك العلم بخلافه بأن ليس له شريك .
وإن كان الخطاب لأهل الكفر [ فهم ] ( {[15653]} ) يقولون على الله ما ليس لهم به علم .
وقوله تعالى : { فلا تطعهما } أمر بالبر للوالدين والإحسان إليهما والطاعة لهما ما لم يكن في طاعتهما معصية الرب ليعلم أن ليس تجب طاعتهما في كل شيء ، وفي كل ما كان عندهما إحسان ، ولكن في ما كان في ذلك طاعة الخالق .
وقوله تعالى : { إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } وعيد لتكونوا أبدا على حذر في أعمالهم ، لا تعملون في ما فيه معصية الرب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.