الآية 10 وقوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله } قال بعض أهل التأويل : ناس مؤمنون بألسنتهم ؛ فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم وأموالهم افتتنوا ، فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة .
[ وقوله تعالى ] ( {[15657]} ) : { ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم } وذلك على المنافق .
ومنهم من يقول : نزلت الآية في من حقق الإيمان سرا وعلانية ، إلا أنه عذب لأجل إيمانه بالله وبرسوله ، فترك الإيمان ، وكفر . فعلى تأويل هذا يحتمل قوله : { ولئن جاء نصر من ربك } إلى آخر ما ذكر على القطع من الأول والابتداء منه [ وهو لبيان ] ( {[15658]} ) صنيع المنافقين وخبرهم ، والله أعلم .
ويحتمل قوله : { جعل فتنة الناس كعذاب الله } أي جعل فتنة الناس وتعذيبهم إياه في إعطاء ما سألوه ، وهو الكفر ، كعذاب الله في إعطاء ما سأل من أهل الكفر ، وهو الإيمان ، لأن أهل الكفر إذا نزل بهم عذاب الله ، أو اشتد بهم خوف نزوله عليهم أعطوا الله ما سألهم من الإيمان والتوحيد ، وهو ما قال : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } [ العنكبوت : 65 ] .
ويحتمل وجها آخر ، وهو أن جعل فتنة الناس في ترك الإيمان كعذاب الله في ذلك ، أي جعل العذاب الذي من الناس كأنه من الله جاء ، فترك الإيمان .
وقوله تعالى : { أو ليس /404-أ/ الله بأعلم بما في صدور العالمين } فإن كانت الآية في من حقق الإيمان بالله سرا وعلانية فيخرج هذا على التعيير له في تركه الإيمان بما عذب به لأنه كان يقدر أن يظهر الكفر لهم باللسان ، فيدفع [ العذاب ] ( {[15659]} ) عن نفسه ، ويكون في الحقيقة في السر مؤمنا على ما ذكر { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }[ النحل : 106 ] .
وإن كانت الآية في المنافقين فيقول : كيف أسررتم الكفر والخلاف له في القلب ، وأنتم تعلمون أن الله عالم بما في صدور العالمين ؟ فيخبر رسوله بما أضمروا ، وأسروا من الخلاف ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.