تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَٰيَٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنۡ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَيۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (12)

الآية 12 وقوله تعالى : { وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم } كأنهم قالوا ذلك لهم بعدما عجزوا عن الطعن في الحجج والآيات ما يوجب شبهة في ما عند الناس وبعد ما انقطعوا عن اللجاج فيها والاحتجاج عليها . فلما عجزوا عن ذلك كله فعند ذلك اشتغلوا بما ذكروا ، وقالوا للمؤمنين مما ذكروا : { اتبعوا سبيلنا } أي ديننا { ولنحمل خطاياكم } يقولون ، والله أعلم : { اتبعوا سبيلنا } فإنه صواب . فإن أصابكم خطأ أو أخطأتم في الإتباع له فإنا نحمل خطاياكم .

وقال بعضهم : قالوا لمن آمن : لا نبعث نحن ولا أنتم فاتبعونا ، وإن كان عليكم شيء فهو علينا . وهو قريب من الأول .

[ ويحتمل ] ( {[15660]} ) أن يقولوا لهم : { اتبعوا سبيلنا } فإن الله أمرنا به ، فإن أخطأتم في ذلك فإنا نحمل خطاياكم ، أو نحوه . فهذا القول منهم متناقض [ من وجهين :

أحدهما : ] ( {[15661]} ) لأنهم [ ذكروا أنهم ] ( {[15662]} ) كانوا يخطئون في [ طلب ] ( {[15663]} ) الإتباع لهم دينهم إلا أن يريدوا بذلك ما ذكرنا .

والثاني : إنما كانوا يضمنون ، ويحملون خطاياهم لا بإذن من له الطلب في [ غفر ] ( {[15664]} ) الخطايا ، ولكن بإذن من عليه ذلك ؛ إذ( {[15665]} ) لا يصلح الضمان إلا بإذن من عليه .

ثم أخبر أنهم لا يحملون ذلك حين( {[15666]} ) قال : { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون } في ما يذكرون من حمل خطاياهم ، أي لا يقدرون على حملها ، أو كاذبون في الدعاء إلى إتباع سبيلهم ، أو كاذبون أن الله أمرهم بذلك ، والله أعلم .


[15660]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: أو.
[15661]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[15662]:من م، ساقطة من الأصل.
[15663]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[15664]:ساقطة من الأصل وم.
[15665]:في الأصل وم: وذلك.
[15666]:في الأصل وم: حيث.