الآية 130 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } قوله : { لا تأكلوا الربا } كقوله : { وذروا ما بقي من الربا } [ البقرة : 278 ] ففيه نهي عن الأخذ ، وكقوله : { وأخذهم الربا وقد نهوا عنه } [ النساء : 161 ] فعلى ذلك قوله تعالى : { لا تأكلوا الربا } أي لا تأخذوا .
وقوله تعالى : { أضعافا مضاعفة } [ قيل : حكم ]{[4325]} النهي عن المضاعفة وغير المضاعفة حرام ، وقيل{[4326]} : يحتمل هذا وجوها : يحتمل أن يكون هذا قبل تحريم الربا ، فنهوا عن أخذ المضاعفة ، ويحتمل قوله : { لا تأكلوا الربا } أي لا تكثروا{[4327]} أموالكم بأخذ المضاعفة ، ويحتمل { أضعافا مضاعفة } أي لا تصروا على استحلال الربا [ فتتبعوه آخر الأبد ]{[4328]} ويحتمل { أضعافا مضاعفة } تضعيف العذاب ، ويحتمل ما قيل : ما كان أحدهم يبايع الرجل إلى أجل ، فإذا حل الأجل زاد في الربح ، وزاد الآخر في الأجل ، [ ذلك ]{[4329]} كان ربا الجاهلية . قال الشيخ ، رحمه الله ، في قوله : { لا تأكلوا الربا } يحتمل الأكل لأنه نهاية كل كسب ، ويحتمل الأخذ كقوله : { وأخذهم الربا وقد نهوا عنه } [ النساء : 161 ] وقوله : وذروا ما بقي من الربا } [ البقرة : 278 ] وقوله : { أضعافا مضاعفة } في الأخذ أي لا تأخذوا [ لتكثر أموالكم ]{[4330]} وتقصدوا بذلك تضاعف أموالكم إلى غير حد . وليس فيه أن القليل ليس بمحرم ، لكن ذلك هو مقصود بأصله{[4331]} ، فنهوا عن ذلك ، وحرمة القليل بغير ذلك من الآيات ، ويحتمل أن يكون في [ ما زاد عليها خرج النهي ]{[4332]} لا على الإذن بدون ذلك .
ولو كان على حقيقة الأكل فهو على النهي عن التوسع بالربا أو الأمر بالعود إلى ما لا ربا فيه ، وإن كان في ذلك ضيق ، والله أعلم .
ويحتمل أن يكون في الآية إضمار ، فيقول : { لا تأكلوا الربا } فإنكم إن أكلتموه بعد العلم بالتحريم تضاعفت عليكم المآثم والعقوبات ، وقد جعل الله للربا أعلاما دلت على ما غلظ شأنها محو ما أوعد{[4333]} من لا يتقيه بالخروج بحرب{[4334]} الله وحرب رسوله{[4335]} عليه السلام{[4336]} وبالتخبط{[4337]} يوم القيامة وانتفاخ البطن{[4338]} وما جرى في معاقبة اليهود بتحريم{[4339]} أشياء بمكان ذلك وقوم شعيب{[4340]} ما حل بهم بلزومهم تعاطي الربا .
وقوله تعالى : { واتقوا الله } ولا تأخذوا الربا ، ولا تستحلوه { لعلكم تفلحون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.