الآية 129 وقوله تعالى : { ولله ما في السموات وما في الأرض } الآية فيه دلالة على ما ذكرنا في قوله : { ليس لك من الأمر شيء } إنما الأمر إلى الله الذي له { ما في السموات وما في الأرض } هو الذي { يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } .
وفي قوله : { ليس لك من الأمر شيء } جواز{[4318]} العمل بالاجتهاد ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ]{[4319]} عمل بالاجتهاد لا بالأمر حتى منع عنه . قال الشيخ ، رحمه الله : قوله : { ليس لك من الأمر شئ } يحتمل أن يكون على إثر أمر مما جبل عليه البشر : ما رأى في ذلك صلاح{[4320]} الخلق ، ومما عليه التدبير بحيث الإطلاق ، فقيل هذا ، وأن يكون على ما رأيت { ليس لك من الأمر شيء } وإنما الذي إليك الصفح عن ذلك والإعراض ، والله أعلم بما{[4321]} كان . ويحتمل أن يكون يبتدئ القول به [ من ]{[4322]} غير أن سبق منه ما يعاقب عليه ، أو يمنع منه ليكون أبدا مقبلا نحو الإذن له في كل شيء والأمر ، ولا تطمع نفسه في شيء لم تسبق له البشارة به ، على [ أن النهي والوعيد أمران جائزان ، وإن كان قد عصم عن ركوب النهي ووجوب الوعيد ]{[4323]} إذ هنالك تظهر رتبة العصمة ، ولا قوة إلا بالله .
والظاهر أن يكون على إثر أمر استعجال ذلك من دعاء الهلاك والهداية لقبول الحق والخضوع ، فيقول : ليس لك شيء من ذلك في أحد على الإشارة ، إنما ذلك إلى الله يصنع فيهم ما عنده من الثواب والتعذيب على قدرة ما يعلم من إقبالهم على الطاعة أو نفادهم{[4324]} عنها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.