فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (130)

( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا ) قيل هو كلام مبتدأ للترهيب والترغيب فيما ذكر ، وقيل هو اعتراض بين أثناء قصة أحد .

وقوله ( أضعافا مضاعفة ) ليس لتقييد النهي لما هو معلوم من تحريمه على كل حال ولكنه جئ به باعتبار ما كانوا عليه من العادة التي يعتادونها في الربا فإنهم كانوا يربون إلى أجل ، فإذا حل الأجل زادوا في المال مقدارا يتراضون عليه ثم يزيدون في أجل الدين فكانوا يفعلون ذلك مرة بعد مرة حتى يأخذ المربي أضعاف دينه الذي كان له في الابتداء ، وفيه إشارة إلى تكرار التضعيف عاما بعد عام ، والمبالغة في هذه العبارة تفيد تأكيد التوبيخ ، وفي السمين ( أضعافا ) جمع ضعف ولما كان جمع قلة والمقصود الكثرة أتبعه بما يدل على ذلك وهو الوصف بمضاعفة .

( واتقوا الله ) في أكل الربا ومضاعفته فلا تأكلوه ولا تضعفوه ( لعلكم تفلحون ) أي لكي تسعدوا ، وفيه دليل على أن أكل الربا من الكبائر ولهذا عقبه بقوله :( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )