تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذۡ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمۡ أَن تَفۡشَلَا وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَاۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (122)

الآية 122 وقوله تعالى : { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } قوله : { همت } [ يحتمل إذ{[4287]} هموا هم خطر ، ويحتمل ]{[4288]} إذ{[4289]} هموا هم عزم ، وكذلك هذا التأويل في قوله : { لقد همت به وهم بها } [ يوسف : 24 ] همت هي به ، هم عزم ، وهم بها هم خطر ، وهم الخطر يقع من غير صنع ] من صاحبه ، وهم العزم يكون بالعزيمة والقصد .

وقوله تعالى : { أن تفشلا } والفشل ليس مما ينهى عنه لأنه يقع من غير فعله ، لكنه ، والله أعلم ، هموا أن يفعلوا فعل الفشل ؛ وذكر في القصة أن الطائفتين أحدهما من بني كذا والأخرى من بني كذا ، فلا يجب أن يذكروا إلا أن يقروا هم بذلك ، وكانوا يقولون : نحن كنا فعلنا ، وما يجب إلا أن نكون في قوله : { والله وليهما } ظهر لنا ولاية الله ، ولو لم يكن لم يظهر .

وقوله تعالى : { والله وليهما } قد ذكرنا هذا في غير موضع ، أن الولي ، قيل : هو الناصر ، وقيل : هو الحافظ ، وقيل : إنه أولى بهم ، قال الشيخ ، رحمه الله : المؤمن يعلم علم اليقين أن من نصره الله لا يغلبه شيء ، ومن يخذله الله لا ينصره شيء .

وقوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [ حق على المؤمنين ألا يتوكلوا إلا على الله جلا وعلا قال الشيخ ، رحمه الله : توكل ]{[4290]} أي اعتمد على ما وعد ، واجتهد في الوفاء{[4291]} بما عهد ، وفوض كل أمره إلى الله إذ علم أنه بكليته لله ، وإليه مرجعه ، وبهذه الجملة عهد أن ينصر دينه ، ويولي{[4292]} عدوه دبره ، والله أعلم .


[4287]:في م، أن.
[4288]:ساقطة من الأصل.
[4289]:في الأصل وم: أن.
[4290]:من م، ساقطة من الأصل.
[4291]:من م، في الأصل: الدعاء.
[4292]:في الأصل وم: ولا يتولى.