تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا} (57)

الآية 57 وقوله تعالى : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } اختلف فيه :

قال بعضهم : نزلت الآية في اليهود حين قالوا : { يد الله مغلولة } [ المائدة : 64 ] و( {[16812]} ){ قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } [ آل عمران : 181 ] وفي النصارى حين قالوا : { المسيح ابن الله } [ التوبة : 20 ] و( {[16813]} ){ قالوا إن الله ثالث ثلاثة } [ المائدة : 73 ] وفي مشركي العرب حين قالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام آلهة ، ونحو ذلك ، [ وفي ]( {[16814]} ) أذاهم رسول الله حين شجوه ، وكسروا رباعيته ، وقالوا : إنه مجنون ، وإنه ساحر وأمثال ذلك .

فانزل الله : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله } يقول : عذبهم الله { في الدنيا والآخرة } .

فأما تعذيبه إياهم في الدنيا فقتلهم( {[16815]} ) بالسيف ؛ يعني مشركي العرب [ وتعذيب ]( {[16816]} ) أهل الكتاب بالجزية إلى يوم القيامة . وفي الآخرة النار .

وقال بعضهم قريبا من ذلك : إن الذين يؤذون الله ورسوله ، هم أصحاب التصاوير ، فلهم ما ذكر .


[16812]:في الأصل وم: وهو.
[16813]:في الأصل وم: وأنه.
[16814]:في الأصل وم: و.
[16815]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[16816]:في الأصل وم: و.