الآية 56 [ وقوله تعالى ]( {[16797]} ) : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } ذكر في بعض الحديث أنه لما نزلت هذه الآية /431 –ب/ قيل [ له ]( {[16798]} ) : يا رسول الله هذا لك ، فما لنا . فنزل قوله : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور } [ الأحزاب : 43 ] [ قد بين ما صلاته ، وصلاة الملائكة ، وهو ما ذكر من إخراجهم من الظلمات إلى النور ]( {[16799]} ) وهو دعاؤهم على الهدى والرشد .
وذكر عن كعب بن عجرة [ أنه ]( {[16800]} ) قال : لما نزل [ قوله : ]( {[16801]} ) { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } قمت إليه : فقلت : يا رسول الله : السلام قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك يا رسول الله ؟ قال : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) [ البخاري : 3370 ] .
ففي الآية الأمر للمؤمنين أن يصلوا على النبي . ثم لما سئل هو عن كيفية الصلاة عليه وماهيتها( {[16802]} ) قال لهم : أن تقولوا : اللهم صل على محمد ، وهو سؤال أن يتولى الرب الصلاة عليه .
وفي ظاهر الآية هم المأمورون بتولي الصلاة بأنفسهم عليه [ لكنه ، صلوات الله عليه ]( {[16803]} ) لما أمروا بالصلاة عليه ، وهي الغاية من الثناء ، لم ير في وسعهم وطاقتهم القيام بغاية ما أمروا به من الثناء عليه ، فأمرهم( {[16804]} ) أن يكلوا ذلك إلى الله ، ويفوضوا إليه ، وأن يسألوه ليتولى ذلك هو دونهم لما [ لم ]( {[16805]} ) ير في وسعهم القيام بغاية الثناء عليه . وإلا ليس في ظاهر الآية سؤال الرب أن يصلي هو عليه ، ولكن فيها الأمر : أن صلوا أنتم عليه ، والله أعلم .
وقوله : [ صلى الله عليه وسلم ]( {[16806]} ) : ( كما صليت ، وباركت على إبراهيم وآله ) تخصيص إبراهيم من بين غيره( {[16807]} ) من الرسل ، يحتمل ما ذكره أهل التأويل أنه ليس [ أحد ]( {[16808]} ) من أهل دين ومذهب إلا وهو يدعي ، ويزعم ، أنه على دينه ومذهبه وأنه يتأسى به . لذلك خصه بالصلاة عليه من بين غيره( {[16809]} ) من الأنبياء .
وجائز أن يكون لا لهذا ، ولكن لمعنى كان فيه وفي سريته لا نعرفه نحن ، فخصه بذلك من بين غيره( {[16810]} ) ، والله أعلم .
وقوله : [ صلى الله عليه وسلم ]( {[16811]} ) : ( وبارك على محمد ) البركة ، كأنه اسم كل خير ، يكون أبدا على النماء والزيادة في كل وقت . وقد ذكرنا في ما تقدم ما قيل في صلاة الله عليهم وصلاة الملائكة وصلاة المؤمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.