الآية 60 وقوله تعالى : { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } جائز أن يكون قوله : { لئن لم ينته المنافقون } عما سبق ذكره من التعرض للنساء بالزنا والفجور بهن ، وأنهم هم الفاعلون لذلك بهن .
وأما المسلمون ، فلا يحتمل أن يتعرضوا لشيء من ذلك الفعل( {[16832]} ) ، فقال : { لئن لم ينته المنافقون } ومن ذكر عن ذلك يفعل بهم ما ذكر .
وقال بعضهم : إن أهل النفاق كانوا يرجفون أخبار العدو ، ويذيعونها ، ويقولون : قد أتاكم عدد وعدة من العدو كقوله : { الذي قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا للكم فاخشوهم } [ آل عمران : 173 ] كانوا يحببونهم ، ويضعفونهم ، لئلا يغزوا أولئك الكفرة ؛ يسرون النفاق والخلاف لهم ، ويظهرن الوفاق ، يسرون في ما بينهم ، ويتناجون الإثم والعدوان ومعصية الرسول ، فنهوا عن ذلك حين( {[16833]} ) قال : { فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } [ المجادلة : 9 ] فنهوا عن ذلك .
فقال ههنا : { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } عن صنيعهم { لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا } . قال بعضهم : { لنغرينك بهم } أي لنسلطنك عليهم . [ وقال بعضهم : لنحملنك عليهم ]( {[16834]} ) ، وقال بعضهم : لنولعنك بهم . وكان الإغراء هو التخلية بينه وبينهم حتى يقابلهم بالسيف ، ويقتلهم ، وكان قبل ذلك يقابلهم باللسان ، ولم يأمره بالمقاتلة بالسيف إلى هذا الوقت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.