تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (15)

الآية 15 [ وقوله تعالى ]{[17668]} : { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين } كان هذا تلقينا{[17669]} لأولئك الكفرة الرؤساء من الشيطان اللعين حتى يُموّهوا على أتباعهم عندما ظهر ، وكثير من الآيات لما كانوا يعلمون أن لا كل أحد يعرف السحر ، ويتهيأ [ له ]{[17670]} إتيانه وفعله ، يُلبسون بذلك على أتباعهم لتقع عندهم أنها السحر لا الآية ، والله أعلم .

ولو كان ذلك سحرا حقيقة لكان من آيات الرسالة . فكيف إذا كان آية [ ؟ وذلك ]{[17671]} لما كانوا يعلمون أنه لم يختلف إلى أحد ممن له معرفة بالسحر قط .

فدل أنه بالله عرف ذلك{[17672]} على ما ذكرنا أن ما أنبأ ، وأخبر من أنباء الأمم الخالية وأخبارهم ، يدل على رسالته لما علموا أنه لم يختلف إلى أحد ممن له المعرفة بتلك الأنباء والأخبار ، ولا نظر في كتبهم ليعرف ذلك .

ثم أخبر على ما كان في كتبهم . دل أنه بالله عرف ذلك وبوحي منه إليه علم . فعلى ذلك لو كان سحرا فكيف إذا كانت آية عظيمة معجزة ؟

وقال الزّجّاج : حرف العجب إنما يكون عند ظهور العجب من الأمر وغِيَرٍ{[17673]} عظيمة . فأما ما أضيف إلى الله فهو على الإنكار منه والرّد على من أنكر عظيما من الأمر ظاهرا ، أو كلام نحوه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ولهم عذاب واصب } أي شديد . وقوله تعالى : { من طين لازب } قيل : مُلتزق ، وقيل : ملتصق ، الذي يلتصق ، إذا لُمس . وقوله تعالى : { دحورا } قيل : مطرودا ، وهو مطرود . وقوله تعالى : { شهاب ثاقب } قيل : مضيء ، وقيل : [ هوى بثقوبه ]{[17674]} ثم قوله : { وإذا رأوا آية يستسخرون } قال بعضهم : تسخرون ، وقال بعضهم : [ يستسخرون ] يطلبون من أتباعهم السخرية ، يعني القادة على الآية ، والله أعلم .


[17668]:ساقطة من الأصل و م.
[17669]:في الأصل و م: تلقين.
[17670]:ساقطة من الأصل و م.
[17671]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م.
[17672]:أدرج بعدها في الأصل وم: لا.
[17673]:في الأصل و م: وقيل.
[17674]:في الأصل: هو وثقوبه، في م: هوى بقوته.