تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (22)

الآية 22 وقوله تعالى : { احشروا الذي ظلموا وأزواجهم } فالزوج اسم لشكله لضده واسم لهما جميعا .

يحتمل قوله : { وأزواجهم } أي أشكالهم وقرناءهم من الجن والإنس والشياطين . يأمر الملائكة [ أن يجمعوا ]{[17680]} بين من كانوا{[17681]} يجتمعون في هذه الدنيا ، ويستحبون الاجتماع معهم ، أن يجمعوا في عذاب الآخرة على ما كانوا يستحبّون الاجتماع في الملاهي والطرب في هذه الدنيا ، ويجتمعون على ذلك .

فعلى ذلك تجمع بين أولئك وبين قرنائهم جهنم ، ويقرن بعضهم إلى بعض في العذاب كقوله : { ومن يعشُ عن ذكر الرحمان نُقيّض له شيطانا فهو له قرين } [ الزخرف : 36 ] وكقوله : { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون } { وفي الحميم ثم في النار يُسجرون } [ غافر : 71 و72 ] ونحوه .


[17680]:في الأصل: أي يجمع، في م: أن يجمع.
[17681]:في الأصل وم: كان.