تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

الآية 43 ثم بيّن عجز ما يعبدون من الأصنام وغيرها ، وهو ما قال عز وجل : { لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } : { لا جرم } أي حقا . يقول ، والله أعلم : بحق { أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } أي لم تدعكم إلى عبادة أنفسها{[18283]} ، أي الأصنام التي عبدوها .

والأول أشبه لأنهم كانوا يعبدون تلك الأصنام رجاء أن تشفع لهم . فأخبر أنها لا تشفع بقوله : { ليس له دعوة } أي شفاعة ، والله أعلم

وقوله تعالى : { وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ } يقول ، والله أعلم : إن مرجعنا إلى ما أعدّ الله لنا ، أعدّ لكم النار ، وأعدّ لي الجنة { وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } والمقتصدين من أصحاب الجنة ، والله أعلم .


[18283]:في الأصل وم: نفسها.