وقوله تعالى : { إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم } قد ذكرنا في ما تقدم أن قطاع الطريق إذا تابوا ، قبل أن يقدر عليهم سقطت عنهم الحدود التي هي لله تعالى ، لا يؤاخذون بها ، و ليست كغيرها من الحدود التي تلزم في غير المحاربة . إن التوبة لا يعمل في إسقاطها لوجهين :
أحدهما : أن التوبة من غير المحارب لا تظهر حقيقة ، فإذا لم تظهر لم يعمل في إسقاط ما وجب ، ومن المحارب تظهر لأنه في يدي نفسه إذا ترك المحاربة والسعي في الأرض بالفساد ، وظهرت منه التوبة ، فلم يؤاخذ به ، وفي سائر الحدود لا يظهر منه ترك ما كان يرتكب لذلك [ افترقا .
والثاني : أنه لو لم يقل منه ذلك ] لتمادى في السعي بالفساد في حق المسلمين من الضرر أكثر مما لو آخذوه بذلك ، فاستحسن قبول ذلك منهم ودرء ما وجب عليهم من الحدود التي هي لله تعالى . وأما الحقوق التي هي للعباد فذلك إلى الأولياء ؛ إن شاؤوا تركوا ، والله أعلم .
وقوله : «ومن جاء مسلما هدم بالإسلام ما كان بالشرك » [ القرطبي : 3/266 ] معناه : إذا جاء تائبا لأن الحدود زواجر ، والإسلام يزيد في الزجر والتغليظ ، فلا يجوز ما كان سببا للتغليظ [ أن يكون ] سببا لإسقاطه . دل أن المعنى منه : من جاء مسلما ثانيا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.