تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (35)

وقوله تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } يحتمل أن تكون الآية صلة ما مضى من الآيات : من ذلك قوله تعالى : { قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين } [ المائدة : 27 ] أخبر أنه إنما يتقرب بقربانه المتقي ، وقوله تعالى : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } الآية [ المائدة : 33 ] ثم قوله تعالى : { اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } أي ابتغوا بتقوى الله عن معاصيه القربة ، و الوسيلة القربة . وكذلك الزلفة . يقال : توسل إلي بكذا أي تقرب ، وهو قول القتبي : { وأزلفت الجنة للمتقين } [ الشعراء : 90 وق : 31 ] أي قربت .

وقوله تعالى : { وجاهدوا في سبيله } الآية ؛ يحتمل هذا وجهين :

أحدهما : { جاهدوا } أنفسكم في صرفها عن معاصيه إلى طاعته ، وهو كقوله تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا } [ العنكبوت : 69 ] .

والثاني : { وجاهدوا } مع أنفسكم وأموالكم أعداء الله في نصرة دينه ، وبالله التوفيق .