وقوله تعالى : { لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل } قد أخذ الله عز وجل الميثاق على جميع البشر ، وخصهم به دون غيرهم من الخلائق لما ركب فيهم ما يعرف كل به شهادة الخلقة على وحدانية ربه كقوله صلى الله عليهم وسلم : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان } [ الآية : 72 ] .
ثم خص بني إسرائيل من البشر بفضل الميثاق كما أرسل إليهم الرسل منهم ، وهو قوله تعالى : { وأرسلنا إليهم رسلا } وكأنهم قد قبلوا تلك المواثيق كقوله تعالى : { إني معكم لئن أقمتم الصلاة } إلى آخره [ الآية : 12 ] وكقوله تعالى : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } [ البقرة : 40 ] كان من الله عهد ، فأخبر أنهم إذا أوفوا بعهده يوفي بعهدهم .
وقوله تعالى : { كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون } في الآية دلالة أنهم كانوا يخالفون دين الرسل بأجمعهم لما أحدثوا من اتباع أهوائهم ، وأن الرسل ، وإن اختلفت أوقات مجيئهم ، فإنهم إنما يدعون بأجمعهم إلى دين واحد .
وقوله تعالى : { فريقا كذبوا وفريقا يقتلون } منهم من كذب ، ومنهم من قتل . لكن القتل إن كان فهو في الأنبياء غير الرسل لأنه تعالى قال : { إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } [ غافر : 51 ] أخبر أنه ينصر رسله ، وليس في القتل نصر . ويحتمل قوله تعالى : { وفريقا يقتلون } أي فريقا قصدوا قصد قتلهم . وقد ذكرنا هذا في ما تقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.