وقوله تعالى : { قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل } لابتداء الكلام بمثل هذا لا عن قول أو دعوى تسبق ، وليس في الآية بيان ما كان ادعوا أنهم على دين الله وعلى ولايته ، أو ما قالوا : { نحن أبناء الله وأحباؤه } [ الآية : 18 ] أو [ ما ] قالوا : { لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى } [ البقرة : 111 ] أو نحو ذلك من أمانيهم ودعاواهم التي ادعوا لأنفسهم . فقال لرسوله : { قل } لهم { لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم } .
قال الحسن : قوله تعالى : { حتى تقيموا التوراة والإنجيل } أي حتى تقيموا ما حرفتم ، وغيرتم من التوراة والإنجيل ، وبدلتم وتستووا على ما أنزل ، وتؤمنوا به . وقال غيره : قوله تعالى : { حتى تقيموا التوراة والإنجيل } بالشهادة والتصديق لما فيهما .
وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه قال ] : { حتى تقيموا التوراة والإنجيل } حتى تعلموا بما في التوراة والإنجيل من صفة محمد ونعته ونبوته صلى الله عليهم وسلم وتبينوه للناس ، ولا تكتموه . وما ذكرنا واحد .
[ وقوله تعالى ] : { وما أنزل إليكم من ربكم } من كتب أنبيائكم ، وحتى تقيموا أيضا ما أنزل من الكتب كتب الرسل أجمع . لأن الإيمان ببعض الرسل وببعض الكتب ، والكفر ببعض لا ينفع حتى يؤمن بالرسل كلهم وبالكتب جملة .
وقوله تعالى : { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } قد ذكرنا . وقال بعضهم : { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك } القرآن من أمر الرجم والقصاص { طغيانا وكفرا } .
وقال بعضهم : { لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل } هو [ ما ] أمر الله نبيه [ صلى الله عليه وسلم ] أن يبلغ ما أنزل عليه بقوله : { وبلغ ما أنزل إليك من ربك } [ الآية : 67 ] .
وقوله تعالى : { فلا تأس على القوم الكافرين } أي لا تحزن على كفرهم كقوله تعالى : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ الشعراء : 3 ] ونحو قوله تعالى /134-أ/ : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } [ فاطر : 8 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.