وقوله تعالى : { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم } يحتمل هذا وجهين : يحتمل أنهم لو عملوا بها في التوراة والإنجيل وبما أنزل إليهم من القرآن { لأكلوا من } كذا . ويحتمل ] { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل } ورجعوا عما حرفوا فيهما ، وغيره ، وكتموه من بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وما فيهما من الأحكام لكان لهم ما ذكر ، والله أعلم .
وذلك لأنهم كانوا يخافون الضيق إذا أسلموا ؛ وهو ، والله أعلم ، وذلك قوله تعالى : { وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } [ القصص : 57 ] فأخبر الله عز وجل أنهم لو آمنوا ، واتقوا الشرك ، لوسع عليهم العيش .
وقوله تعالى : { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } ليس على حقيقة الأكل ، ولكن يخرج على المبالغة في الوصف والذكر كما يقال : فلان من قرن رأسه إلى قدمه في نعمة [ ليس ] على حقيقة ما وصف ، ولكن على المبالغة في الوصف بالسعة . ويحتمل أن يكون على حقيقة الأكل .
أما ما يخرج الأرجل فهو ما يخرج من الأرض من المأكول والمشروب ، و{ ومن فوقهم } من الثمار والفواكه فهو من الأشجار . ويحتمل ما ذكر { من فوقهم } الجبال ، { ومن تحت أرجلهم } الأرض إخبار أن يكون [ ما أنزل في ] الجبل والسهل جميعا .
وقيل : { لأكلوا من فوقهم } أي أرسل الله عليهم مدرارا { ومن تحت أرجلهم } تخرج الأرض بركتها ، وتنبت الثمرة . وقال قتادة : لأعطتهم الأرض نباتها ، والسماء بركتها ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { منهم أمة مقتصدة } قيل فيه بوجهين : [ قيل : { منهم أمة مقتصدة } من أسلم ، وقيل : ] { منهم أمة مقتصدة } على كتاب لم يحرفون ، ولا غيروه ، ولا كتموا شيئا ، ولا سعوا في الأرض بالفساد على ما عمل أكثرهم من التحريف والتغيير ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.