وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ) قال بعض أهل التأويل : إن هذه الآية صلة ما سبق من الأمر بالجهاد ببدر والخروج إليه ؛ كأنه قال : ( إن تتقوا الله ) وأطعتم الله ، وأجبتم له من ما دعاكم إليه ، ( يجعل لكن فرقانا ) أي يجعل خروجكم إليه جهادكم آية عظيمة ، يظهر به المحق من المبطل كقوله تعالى : ( ويريد الله أن يحق الحق بكلماته )[ الأنفال : 7 ] وقوله[ في الأصل وم : وقال ] تعالى ( ليحق الحق ويبطل الباطل )[ الأنفال : 8 ] أي يظهر الحق من الباطل .
وقد كان بحمد الله ذلك ، وبان الحق من الباطل ، والمحق من المبطل . وقيل : قوله تعالى : ( فرقانا ) أي مخرجا في الدين من الشبهات . وقيل : مخرجا من الدنيا والآخرة .
ويحتمل ( فرقانا ) أي بيانا لما ذكرنا : جعل الله تعالى التقوى مشتملا على كل خير وأصلا لكل بر ، وصيره مخرجا من[ في الأصل وم : لمن ] كل ضيق وشدة ، وجعله سبيلا ، ثم يوصل به إلى كل لذة وسرور ، وينال به كل خير وبركة على ما ذكر في غير آية[ في الأصل وم : أي ] من القرآن .
وقوله تعالى : ( ويكفر عنكم سيئاتكم ) التي سبقت ( ويغفرلكم ) أي يستر عليكم ذنوبكم ، لا يطلع أحدا عليها ، وذلك من أعظم النعم . وأصل المغفرة الستر . وقوله تعالى : ( والله ذو الفضل العظيم ) أي عند الله فضل ؛ يعطيكم خيرا مما تطمعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.